التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الواحات، كتاب الصحراء المفتوح في الضوء

      تبدو الواحات – لمن لا يعرفها- كفتاة منعزلة تخفي شيئًا، وتحرص على ألا يعرفه الناس، رغم أنها واضحة وضوح عينيها الكحلاوين، وأبوابها مشرعة باتساع البراح الذي يحيط بها من كل مكان. سوف يبدأ الأمر معك منذ تلك اللحظة؛ عندما تطأ قدماك ثراها، تحتوي بين جنبيك ذلك النقاء اللا محدود، سوف تشعر بذلك الدفء الذي يجب أن تحارب من أجله، هذا الذي عليك دائمًا أن تضعه في مقدمة أولوياتك، ذلك النقاء الذي يجعلك تريد أن تكون إنسانًا وأن تتوق دائمًا إلى ما هو أفضل. عندما تشعر بذلك، سيكون هو كل ما تحتاجه لكي تنسجم سريعًا مع بساطة الناس ونقاء سرائرهم وحسن معاشرتهم.. في الواحات تستطيع أن تعثر- بكل بساطة- على الإنسان.     تأخذ الحياة هنا شكلاً آخر؛ حيث الواحة كائن حي، لديه القدرة على إشعال جذوة النار داخلك، أو قُل هي كتابٌ مرَّ زمنٌ طويلٌ منذ قراءته للمرة الأولى، وبرغم ذلك الغبار المتراكم على غلافه القوي إلا إنه لم يفقد طاقته الموحية، وأعتقد أنه لن يفعل، لأن ذلك الضوء الناعم، الكامن بين دفتيه سوف يسحبك بين دروبه، وفي ظلال نخيله دون أن تنتبه. سترى آثار أقدامك منقوشة على صفحة الرمال البيضاء، بينما ترفرف
آخر المشاركات

الهبوط لأسفل ببطء

الهبوط لأسفل ببطء (*)                                                       روايـــة                                                           طارق فـراج   (*) صدرت الرواية عن دار كيان للنشر والتوزيع، 7 شارع محمد محمود ، باب اللوق، بجوار المدرسة الألمانية، وكان ذلك في أواخر عام   2012 م . الرواية صادرة بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق.           إهداء..، في الركن المضيء من القلب تنمو زهرة... - إلى أهل واحتي، الذين غرست الطبيعة في قلوبهم فسائل الطيبة والمحبة.. - وإلى ابنتيّ: يارا ، وريم                                                  طارق    -       1 –      حاولت جميلة حبس دموعها، عندما احتضنتها والدتها عند باب الشقة وهي تشهق. تلك هي المرة الأولى التي تفوز فيها بحضنها الدافئ منذ زمن بعيد.. اختلطت عليها المشاعر. كان تيار من الفرح يسري في أوردتها في الخفاء، يرتفع بها عالياً. بينما يلفها دثار من أحزان الوداع. شهقات والدتها المتتابعة أربكتها وجعلت دموعها تسيل بالرغم م